"الكارثة الإنسانية في تهامة: موجة السيول الهائلة تجتاح المناطق وتكشف الدمار والآثار الكارثية"
كتب/عبدالعليم سنان على موقع العميد برس
في مدينة الميناء والساحل هطلت الأمطار الغزيرة مساء الثلاثاء وطال هطولها حتى ثارت السيول فجرفت الشجر والحجر والبشر، وسببت كارثة إنسانية لا تزال تتكشف مآسيها اليوم مخلفة حزنا في النفوس وجرحا غائرا على الوضع الذي آلت إليه قرى من القش والعشش آوى إليها أصحابها سكنا ومأوىً ومجدى لهم من الأمطار، في حين لم يكونوا يدركون أن الآوي والمأوى ستجرفه السيول وهو ما حدث في بعض مناطق تهامة حيث أصبح الناس في يوم السابع من أغسطس على كارثة غير مسبوقة ترتسم على ملامح من بقي منهم تفاصيل الخبر كدمعة تنفث حزنها على تجاعيد خد يشبه حكاية من غرقوا، وحكايات أخرى ترويها الصور في مختلف مناطق تهامة وأجزاء من محافظتي حجة وتعز!!.
شكلت في ذهنياتنا الأنباء التي نشرها بعض من أهالي المنطقة مساء الثلاثاء عن كمية الأمطار ومدة هطولها والتي وصلت إلى ثمان ساعات متواصلة في بعض المناطق وارتفاع منسوب المياه هناك؛ الخوف من تكرار "درنة" أخرى -اشارة إلى كارثة مدينة درنة الليبية-، أو صورة مشابهة لما حصل في محافظتي حضرموت والمهرة نتيجة إعصار "تيج" الذي ضرب المحافظتين نهاية العام الماضي، ولكن الكارثة عند الحديث عن تلك الأحداث أن هناك مدن اسمنتية تتمتع نوعا ما ببعض الاهتمام والبنى التحتية حيث لا يوجد وجه للمقارنة بينها وبين مدن ومديريات الساحل التهامي الذي يعتبر فقط بالنسبة للسلطات الحاكمة محل اهتمام للدخل والمغنم ويتلاشى بل يصل إلى درجة التهميش عند المغرم والكوارث، بل بعيدا ذلك إذا ما جاء الحديث عن البناء والاهتمام بهذه المناطق عموما، وهو ما بينته نتائج السيول الضخمة التي اندفعت وضربت القرى والمدن من كل اتجاهاتها وتلاطمت فيها المواشي والبشر ومخلفات المباني المهدمة ووسائل المواصلات بعد أن جرفتها السيول إلى الهاوية، وهكذا اجتمع عليهم السيل والليل وعدم الاهتمام الذي كان على الأقل يجدر بمراكز الأرصاد ارسال تحذيراتها لأخذ الحيطة والحذر والتنبه لما قد يحصل، إلا أنها غابت كغياب فرق الإنقاذ والايواء بعد حصول الكارثة.
مديريات باجل والمنصورة وزبيد والقناوص والجراحي ومدينة الحديدة وغيرها تعتبر مناطق منكوبة، وهكذا يجتمع على أهالي هذه المحافظة بمديرياتها المختلفة بؤس التهميش وكارثة السيول، إلى جانب أنها من أكثر المناطق المتضررة نتيجة الصراع العسكري حيث لا ترى فيها السلطات الحاكمة الا كونها مصدر دخل ونافذة بحرية ووعاء يأكلون منه لا أكثر، في حين أن الواقع يشهد أنها عروس بئيس لا بنية تحتية محترمة لها ولا اهتمام بها ولا رعاية.
إلى اللحظة التي يتم فيها كتابة هذا التقرير لم يتم لملمة أطراف المصيبة أو الإحاطة بحجم الكارثة المترامية الأضرار والأخطار على امتداد الساحل التهامي، ولكن يكفي اختصار ذلك بأنها عشة تواجه السيل إلى حيث توجد الدولة الذي يعتبر غيابها أم الأزمات في هذا الوطن والله المستعان.
علق ولاتتردد بمافي في نفسك سيكون الجميع هنا ،في موضع نقاش للتناصح وتصحيح الأخطاء