"نصائح قيّمة من قلب مكلوم - تجارب ودروس لتفادي الخطأ واكتساب الحكمة"
رسالة لمن يرغبون في القراءة، ونصيحتي من القلب ومن تجاربي التي عايشتها ولكن بفضل الله تفاديتها، ولقد كانت بمثابة أفضل الدروس التي تلقيتها في حياتي.
أولاً: في حال سمعت شخصًا أو أشخاصًا ينتقدون فلانًا أو يتهمونه، فلا تنخدع ولا تقلدهم ولا تتعصب لهم أو تفتح جراحًا فيه من دون معرفته أو معرفة دليل يثبت صحة كلامهم. فالأيام تدور والحقائق تظهر، وربما يتبين لك لاحقًا أن الحقيقة تختلف تمامًا عمّا يقولون. وحينها قد تندم على الترويج لأقوالهم والسلوك في طريقهم، وتعرف أنهم على باطل، وأنما يسعون لتشويه صورته من أجل مصالحهم الشخصية أو الحزبية.
لذا، فالنصيحة هي أن تتحلى بالصبر والتأكد بنفسك، وتعلم أن من يطعن في شخص ما بدون دليل سيطعن فيك عندما تتغير المصالح وتتقلب الأوضاع، وكما يُقال، "الأصل يبقى أصلاً وأبن ناس حتى في عداوته." وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُم نَادِمِين)
ثانيًا: إلى ذاك الذي كان يشار إليه من أولئك الأشخاص، لا تتسلق على غيرك من أجل مصلحتك، وكن قد المسؤولية إن ولوك شيء من أمر دنياهم واتق الله فيهم ، واياك ثُمّ اياك أن تكون سببًا في قطع الأرزاق، وكن قريبًا من الجميع ولا تكن سلطتك لأهل قبيلته أو عائلته أو حزبك فقط، ومن دونهم يكون بينك وبينهم حاجزًا، فتصبح زعيم قبيله بدل أن تكون زعيمًا للمجتمع ككل. فقد تُفقد كل ما حلمت به دون أن تشعر، وقد تفقد المجتمع المخلص الذي لا يتقلب مع المصالح وبعدها تفقد هيبتك وصدقك وأمانتك بين المجتمع، وقبل ذلك أمام رب العالمين وقد ربما تفقدها بدعوة مظلومه وتحل عليك الحسرة والندامه الى يوم الدين.
ثالثًا: إلى الجميع وفي الختام، تذكروا أننا في هذه الأيام بين عزاء وفراق وكم اصدقاء واخوة فارقناهم إما بالموت الذي سيمضي علينا جميعًا أو بفراق السفر وتشتت الناس في البلدان بسبب الاوضاع، واختصروها في قوله تعالى: (كُلّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ويبقى وَجْه رَبّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكرام)
وأخيرا أنصحكم جميعاً بالعدل والانصاف في جميع شؤونكم حتى في عداوتك عليك بالعدل قال تعالى (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
فأحسن لغيرك يُحسن إليك وأكرم تُكرم واحترم تُحترم، وليس بيننا فرقٌ كلنا سواسية إلا من كان في ميزان التقوى، أما باقي الأمور فعقارب الساعة تدور، وسبحان مقلب القلوب ومُغير الأحوال، سبحان الذي يجعلنا نتخطى ما نظن أننا لن نتجاوزه، ونتحمل ما نتوهم أننا لن نقدر عليه، وسبحان الذي ما يشاء يكون وما لم يشأ لم يكن، والحمد لله رب العالمين.
أخوكم ومحبكم/
فايز أحمد الحماطي
علق ولاتتردد بمافي في نفسك سيكون الجميع هنا ،في موضع نقاش للتناصح وتصحيح الأخطاء