صيدنايا: سجن الرعب والمسلخ البشري في سوريا

سجن صيدنايا: سجن الرعب والمسلخ البشري في سوريا

مقال/ فايز الحماطي 

مقال كتبه / فايز احمد الحماطي 


سجن صيدنايا في سوريا، الذي يقع تحت سيطرة نظام بشار الأسد، يُعتبر من أسوأ السجون سمعةً وإجرامًا في العالم، ويجسد واحدة من أكبر المآسي المتعلقة بحقوق الإنسان. الشهادات والتقارير المنشورة في المشاهد المنقولة من سوريا والمواقع المؤثوقة تكشف عن كونه معقلاً وحشيًا إجراميًا همجيًا، حيث تُمارس فيه أساليب تعذيب متنوعة وممنهجة ضد المعارضين وكل من يُشتبه في عدم ولائهم للنظام. تتضمن هذه الأساليب الضرب العنيف، والصدمات الكهربائية، والتعليق من الأطراف، بالإضافة إلى الفرامات والإعدام وأيضًا حرمانهم من النوم والطعام والعزل الانفرادي. الهدف هنا لا يقتصر على الألم الجسدي، بل يمتد ليشمل تحطيم الإنسان جسديًا ومعنويًا وأخلاقيًا، وإجبار الأبرياء على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها.


عند مقارنة جرائم بشار الأسد بوحشية غزوات التتار في العصور الوسطى، نجد أن التعذيب في سجن صيدنايا بسوريا أكثر تنظيمًا وفتكًا. ففي حين كان العنف في زمن التتار وسيلة للسيطرة، يُستخدم اليوم في نظام الأسد كجزء من استراتيجية سياسية تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة وتحطيم الناس بشكل كلي منهجي. يبرز هذا الفارق كيف أن التعذيب في عصر بشار الأسد يمكن أن يكون أكثر تنظيمًا وفعالية على الأصعدة النفسية والاجتماعية مقارنة بالأساليب المستخدمة في عصور التتار.


يُعتبر سجن صيدنايا في سوريا من بين الأكثر وحشيةً وانتهاكًا لحقوق النساء والأطفال، إلى جانب سجن أبو غريب في العراق، بينما من يتحدثون ليل نهار عن حقوق الإنسان لم نسمع منهم حتى تصريحًا حول هذه السجون السرية الإجرامية بحق الناس. في النهاية، نعلم أن لكل ظالم نهاية مأساوية، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي نرى فيه نهاية الحوثيين في اليمن، ويخرج السجناء المستضعفون من معتقلاتهم لنفرح كما فرح السوريون.

تعليقات