أقلام الفتنة.. تفتح ابواب الصراع
بقلم: فايز أحمد الحماطي
في خضم المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن، تعود بعض الأطراف السياسية والحزبية – التي مارست سابقًا دورًا في زرع الفتنة وشق الصف الوطني ، لممارسة الدور ذاته مجددًا، لكن هذه المرة بصورة أكثر خطورة، إذ تسعى إلى تأجيج الانقسام بين المكونات الوطنية وتغذية النزاعات البينية، في مشهد لا يخدم سوى مليشيا الحوثي ومشروعها الطائفي.
ما يزيد من خطورة المشهد أن بعض وسائل الإعلام تشارك في ترويج هذا الخطاب التحريضي، ما يضاعف منسوب الفوضى والانقسام، ويهدد بتقويض ما تبقى من النسيج الوطني. وهذا يستدعي من جميع الأحرار والوطنيين تحكيم العقل وتغليب المصلحة العليا للوطن على أي انتماءات ضيقة.
لا شك أن هناك فسادًا في بعض مفاصل الحكومة الشرعية، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن في المقابل هناك إصلاحات ملموسة، وتغيرات سياسية ودبلوماسية يلمسها الجميع، خصوصًا على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى ترتيبات جادة في المسارات العسكرية والأمنية والاقتصادية، ما يعكس وجود إرادة حقيقية للتصحيح واستعادة الدولة.
ومن المهم أن يُقارن المواطن اليمني الواقع بإنصاف: كيف يعيش الناس في مناطق سيطرة الحوثيين تحت القمع والنهب وحرمان الحريات؟ مقابل ما يتمتع به المواطن – رغم التحديات – في المناطق المحررة من هامش حرية، ووجود مؤسسات مدنية، ومساحة للعمل السياسي والإعلامي.
والمفارقة أن معظم من يسعون اليوم إلى شق الصف الوطني هم من يعيشون خارج الوطن، ويدفعهم طموح شخصي أو انتماء حزبي ضيق، ويتكسبون من معاناة الناس، ويستغلون بعض الناشطين الذين يفرحون بكل خلل أو تصدع داخل الجبهة الوطنية دون إدراك لحجم الضرر الوطني الناجم عن ذلك.
وحتى إن وُجدت خلافات إدارية بين القيادات داخل الدولة، فإنها تُناقش وتُعالَج في إطار لجنة التشاور والمصالحة، ولا يجوز تسخير أي إشكال أو تباين لمصالح شخصية أو حزبية ضيقة تُغفل القضية الجوهرية التي ضحى من أجلها اليمنيون وتحملوا كل صنوف الألم والتضحيات.
إن حماية الصف الجمهوري لم تعد مسؤولية النخب وحدهم، بل هي مسؤولية جماعية: كل مواطن، كل ناشط، كل إعلامي، وكل شريف يؤمن بالحرية والجمهورية والدولة والمستقبل.
رسالتي الأخيرة:
فلنكن جميعًا على قدر المسؤولية، ولنتكاتف لعبور هذه المرحلة الحرجة.
فالاتحاد قوة، والانقسام طريق سريع إلى الهزيمة وضعف العزيمة.
علق ولاتتردد بمافي في نفسك سيكون الجميع هنا ،في موضع نقاش للتناصح وتصحيح الأخطاء