السياسة وسكاكين القطيعة

 السياسة وسكاكين القطيعة


يجثم خلف مستنقع السياسة كمين يوشك أن ينسف الأخوة داخل الوسط الدعوي؛ مخلفاً ضحايا بلا قيمة ولا مكسب !!


مقال/السياسة وسكاكين القطيعة 








ونحن معشر السلفيين وطلاب العلم قد كلفنا أنفسنا حملاً عظيماً نضع الدعوة في يدٍ والأخوة في اليد الأخرى، يتوثب كابوس السياسة ليزاحم ما نحمله ويثقل كواهلنا بحمل لا ناقة له بيننا ولا جمل ! ويأبى إلا أن يقحم أنفه في مجالسنا وأحوالنا ....


نخوض غمار السياسة القذرة بلا درع ولا واق!! ونتولج في دهاليزها بلا تحفظ ولا حذر، يؤزنا الفضول ويجرنا الهوى للعرض والتحليل، ولا نجد أمامنا إلا أخاً رفيقاً وخلاًّ شقيقاً فنمتشق سيوف القطيعة ونوجه سهام الشقاق بمحض إرادتنا غير آبهين بانهيار حصن الأخوة وسقوط راية الوفاق التي نعيشها كل لحظة بمفعول الحماس وقلة الوعي بعظيم المكاسب ووخيم العواقب!! .

نحن نعي أن السياسة المعاصرة متقلبة وبحد كبير يتحكم على خيوطها من يتآمر علينا ! فهي فخٌ كبير في طريق من تهوّر في الحديث فيها فضلاً عمن شارك فيها، تكون اليوم في اتجاه وأنا في اتجاهك المعاكس! وفي الغد تتحول مواقفنا فما تشعر إلا وأنت في اتجاهي وانا في اتجاهك!

السياسة عبارة عن لغز محير، وعاصفة هوجاء، ومرآة متعددة الزوايا!!.


ووجهة نظرك في أمر قد تصيب وقد تخطئ ولسنا مكلفين أن نقحم دعوتنا وشخصياتنا في شطحات وتحليلات ومشاركات تضر ولا تنفع وتفرق ولا تجمع !


خاصة : وكثير من شبابنا يفتقرون لأقل جرعة من آداب الحوار، وأخلاق الخلاف ! فالعناد والمقاطعة ورفع الصوت والتعالي والتعالم وعدم احترام رأي الغير وجرح المشاعر، والتخاطب بلغة نابية جافية وتجهيل الغير وربما سبه كل ذلك يسود محاوراتنا حول السياسة ! ومتى كلفنا الله أن نتحدث في السياسة وهذا رصيدنا من الأدب ؟!!


فالنصيحة لنا جميعاً : أن نستوعب المخاطر ونسد الثغرات، ونخفف على أخوتنا ودعوتنا من أثقال وأخطار نحن في غنى عنها "وما فينا يكفينا"! وأوقاتنا أغلى من أن تنفق في جدل عقيم ونقاش ملغوم ...

كتبه/ ماجد السلفي 23/12/1444هـ ..

تعليقات